بعد سؤال وجهه إلى أحد تلاميذي أود أن اعرف ما هي الظاهرة التي تسبب الصوت الذي نسمعه عندما نضع المحارة على أذننا (أو أي إناء آخر فارغ؟) – شكرا مقدما.

إن الظاهرة المسؤلة عن "صوت البحر" الشهير الذي نسمعه في المحارة معقدة نسبيا. ولمتابعته نقوم بالتجارب الآتية (إذا كان ذلك في الامكان):

1. نبحث عن شروط الصمت الحقيقي الذي يعد صعبا في تنفيذه من الناحية العملية: غرفة محكمة الإغلاق، مع عزل صوتي فعال دون أي مصدر داخلي للصوت. في هذه الظروف لا نسمع أي صوت، مع أو بدون المحارة. إذا فصوت المحارة يعتمد على الضوضاء المحيطة.
2. في الظروف "المعتادة" للضوضاء أي في بيئة نشطة، لكن دون مصدر خاص للصوت القريب الذي يمكن التعرف عليه، عندما ينخفض الصوت إلى أن يصل إلى صوت محارة من النوع المدني، نستمع بحرص إلى صوت المحارة ثم نقارنه مع الصوت الذي نحصل عليه في المحار المختلفة الأحجام. يمكننا استبدال أواني مختلفة الأحجام تبدأ من آنية الزبادي الى برطمان الحفظ مروراً ببرطمان المربى بالمحارات. ونستنتج أن الصوت يكون أغلظ كلما زاد حجم الآنية. كل ذلك يوضح أن المحارة يعمل بوظيفة "مرنان" هيلمهولتز أي بوظيفة أداة اهتزاز. والذي يهتز فيها هي طبقة الهواء الموجودة في فتحة الآنية (في فتحة الزجاجة) الخاصة لتأثير "الزنبرك" الذي يمثل الهواء الموجود داخل الآنية. فالهواء ينظغط ويتمدد في تردد يعتمد على شكل وحجم الآنية. وفي الضوضاء المحيطة التي تحتوي على شبكة واسعة من الترددات، يقوم المرنان باختصاص موجة معينة يقوم بتكبيرها مثل مكبر الصوت (ظاهرة الرنين). وهذا الصوت هو الذي يبدو  منتظم ومستمر بالمقارنة بالضوضاء المحيطة التي تعطي إيحاء بصوت ارتداد الأمواج.. وبإعادة تجربة هذه الملاحظات استنتجت أنني لم أفسر الظاهرة بعد (لكن ذلك بالتأكيد سيحدث بمساعدة زملائي). عندما نبعد أو نقرب الوعاء من الأذن، فإن التردد الذي نتلقاه يختلف لكن في الاتجاه المعاكس الذي ننتظر حدوثه. يصبح الصوت أكثر قوة كلما اقترب الإناء من الأذن! بينما يحدث ذلك، تقل الكتلة المهتزة وحجم الطلب مما يؤدي إلى زيادة التردد!!! نأمل ألا تمل جايل من هذه الحصة التي تدور حول علم الأصوات. وفي جميع الحالات، لا أشعر بالارتياح تجاه هذه التجارب. وأضيف بأني سوف أقوم بعمل أكثر انتظاماً لقياس مقدار الصوت في المحارة.